span>بعد إيطاليا.. إسبانيا تقول إن الجزائر مستعدة لضخ المزيد من الغاز إلى أوروبا فريد بلوناس

بعد إيطاليا.. إسبانيا تقول إن الجزائر مستعدة لضخ المزيد من الغاز إلى أوروبا

قالت وزيرة، الانتقال البيئي الإسبانية، تيريزا ريبيرا، إن الجزائر مستعدة لإرسال المزيد من الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي إذا تعطلت الإمدادات الروسية من الوقود بسبب الحرب مع أوكرانيا.

وأضافت تيريزا ريبيرا، المسؤولة عن سياسة الطاقة في بلادها خلال حوار أجرته، اليوم الثلاثاء، مع تلفزيون “rtve” الإسباني الحكومي نقلتها وكالة بلومبرغ، أن الحكومة الجزائرية أكدت لها أنه “إذا احتجنا نحن أو شركاؤنا الأوروبيون إلى مزيد من الغاز عبر إسبانيا أو إيطاليا أو عبر السفن. إنهم على استعداد لتقديمه”.

وجاءت تصريحات المسؤولة عن سياسة الطاقة في إسبانيا بعد يوم واحد من زيارة وفد إيطالي قاده وزير الخارجية لويجي دي مايو، إلى الجزائر، سعيا لزيادة إمدادات الغاز في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

ومباشرة بعد نهاية الزيارة، التي التقى خلالها الرئيس عبد المجيد تبون، قال دي مايو إن “الجزائر ستدعم إيطاليا في إمدادها بالغاز وستصبح شراكتنا أقوى على المديين القصير والمتوسط والطويل”.

وأكد دي مايو أن “الحكومة الإيطالية ملتزمة بزيادة إمدادات الطاقة وخاصة الغاز من مختلف الشركاء الدوليين” بما في ذلك الجزائر، “التي لطالما كانت مزودا موثوقا”.

تخوفات أوروبية

وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا الأسبوع الماضي في حدوث موجات من الصدمة في أسواق الطاقة، التي توترت بالفعل بسبب انخفاض مخزونات الغاز لعدة سنوات في أوروبا وعدم اليقين بشأن كميات الغاز الروسية التي يتم إرسالها إلى القارة.

الحكومات الأوروبية أكثر عرضة للخطر من توقف الإمدادات الروسية ردا على العقوبات الغربية، حيث تتلقى القارة حوالي 40 بالمئة من وارداتها من الغاز من روسيا، ومعظمها عبر خطوط الأنابيب التي تمر عبر أوكرانيا، بالإضافة إلى أكثر من ربع احتياجها من النفط.

وقالت ريبيرا إن الحرب مع أوكرانيا سلطت الضوء على مدى اعتماد أوروبا على إمدادات الغاز الروسية، لذا يتعين على القارة تنويع مصادر طاقتها.

وأضافت أن المفوضية الأوروبية بصدد الانتهاء من حزمة ثانية من الإجراءات لتخفيف تأثير ارتفاع الأسعار على المستهلكين والشركات.

رفع الإنتاج

ووفق وكالة رويترز فإن شركة Enagas الإسبانية المشغلة لشبكة الغاز، تعتزم العمل مع سوناطراك من أجل رفع سعة خط أنابيب ميدغاز Medgaz، الرابط بين الجزائر وإسبانيا مباشرة عبر البحر المتوسط، من 8 مليارات متر مكعب سنويا، إلى 10.7 مليار متر مكعب سنويا.

وقال الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك، توفيق حكار، في حوار مع صحيفة “ليبرتي”، إن “سوناطراك مموّن غاز موثوق بالنسبة للسوق الأوروبية وهي مستعدة لدعم شركائها على المدى البعيد في حال تأزم الوضع”.

وأضاف أن توافر كميات إضافية من الغاز الطبيعي أو الغاز المُسال “مرتبط بتلبية الطلب في السوق الوطنية” و”الالتزامات التعاقدية” مع الشركاء الأجانب.

وتساهم الجزائر، وهي ثالث مزود للغاز للاتحاد الأوروبي بعد روسيا والنرويج، بنسبة 11 في المائة من إجمالي واردات القارة العجوز من الغاز، عبر أنبوبي “ترانسميد” نحو إيطاليا بـسعة 22 مليار متر مكعب سنويا، و”ميدغاز” نحو إسبانيا بسعة 8 مليار متر مكعب سنويا، بالإضافة إلى ملايين الأمتار المكعبة من الغاز الطبيعي المسال، وأسطول من 6 ناقلات للغاز الطبيعي المسال.

وفي السياق ذاته، قال وزير الطاقة السابق، عبد المجيد عطّار، لوكالة الصحافة الفرنسية إن “أنبوب ترانسميد”، يتسع لـ10 مليارات متر مكعب أخرى، تضاف إلى حوالي 22 مليار متر مكعب الحالية”.

وأضاف عطّار، الذي سبق له إدارة شركة “سوناطراك”، أنه يمكن أيضا أن يتم تسييل الغاز وإرساله من خلال ناقلات الغاز الطبيعي، مع العلم أن “وحدات التسييل الموجودة في الجزائر يتم استغلالها فقط بنسبة  50 إلى 60 في المائة من قدراتها”.

تعويض الغاز الروسي؟

ورغم ذلك، فإن الجزائر “لا يمكن أن تعوض وحدها الانخفاض في إمداد الغاز الروسي” بحسب الوزير السابق.

مضيفا، لكن “على المدى المتوسط، في أربع أو خمس سنوات، ستكون الجزائر قادرة على إرسال كميات أكبر” مشيرا إلى ضرورة “تطوير احتياطيات جديدة تتكون أساسا من الغاز غير التقليدي” (الغاز الصخري).

وتعتزم سوناطراك استثمار 40 مليار دولار بين 2022 و2026 في استكشافات النفط والإنتاج والتكرير وكذلك استكشاف الغاز واستخراجه.

شاركنا رأيك